فخر الرزي يطعن بالإمام البخاري

قال فخر الرازي في أساس التقديس: “اشْتهر فِيمَا بَين الْأمة أَن جمَاعَة من الْمَلَاحِدَة وضعُوا أَخْبَارًا مُنكرَة واحتالوا فِي ترويجها على الْمُحدثين والمحدثون لِسَلَامَةِ قُلُوبهم مَا عرفوها بل قبلوها وَأي مُنكر فَوق وصف الله تَعَالَى بِمَا يقْدَح فِي الإلهية وَيبْطل الربوبية فَوَجَبَ الْقطع فِي أَمْثَال هَذِه الْأَخْبَار بِأَنَّهَا مَوْضُوعَة أما البُخَارِيّ والقشيري فهما مَا كَانَا عَالمين بالغيوب بل اجتهدا واحتاطا بِمِقْدَار طاقتهما فَأَما اعْتِقَاد أَنَّهُمَا علما جَمِيع الْأَحْوَال الْوَاقِعَة فِي زمَان الرَّسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى زَمَاننَا فَذَلِك لَا يَقُوله عَاقل غَايَة مَا فِي الْبَاب أَنا نحسن الظَّن بهما وبالذين رويا عَنْهُم إِلَّا أَنا إِذا شاهدنا خَبرا مُشْتَمِلًا على مُنكر لَا يُمكن إِسْنَاده إِلَى الرَّسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَطعنَا بِأَنَّهُ من أوضاع الْمَلَاحِدَة وَمن ترويجاتهم على أُولَئِكَ الْمُحدثين الرَّابِع أَن هَؤُلَاءِ الْمُحدثين يخرجُون الرِّوَايَات بِأَقَلّ الْعِلَل أَنه كَانَ مائلا إِلَى حب عَليّ فَكَانَ رَافِضِيًّا فَلَا تقبل رِوَايَته وَكَانَ معبد الْجُهَنِيّ قَائِلا بِالْقدرِ فَلَا تقبل رِوَايَته فَمَا كَانَ فيهم عَاقل يَقُول إِنَّه وصف الله تَعَالَى بِمَا يبطل إلهيته وربوبيته فَلَا تقبل رِوَايَته إِن هَذَا من الْعَجَائِب

“أساس التقديس” ص (170)

 

Author: admin