عقيدة الإمام الطبراني، وطعن الجهمية به وقولهم عنه مشبه وحشوي

كتب

وفقه الله

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه واتبع هداه وبعد …
فهذا تعليق بسيط على مقطع مصور للمدعو سعيد فودة يتكلم فيه على القصة المشهورة لأبي جعفر الهمداني مع ابي المعالي الجويني والقصة صحيحة السند بلا شك لولا أن هذا الرجل تكلم في تضعيفها ليتخذها سلماً للطعن في شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ،وأنه يحكي القصص المكذوبة ويعتمد عليها كدليل على علو الله سبحانه وتعالى على خلقه …
وقبل أن أتناول كلامه بالتعليق أذكر أولا القصة بإسنادها :
– فالقصة ذكرها شيخ الاسلام في مواضع من كتبه كما في كتاب الاستقامة وفي مجموع الفتاوي وفي بيان تلبيس الجهية حيث قال رحمه الله :
– ” ومن هذا الباب: ما ذكره محمد بن طاهر المقدسي في حكايته المعروفة: أن الشيخ أبا جعفر الهمداني حضر مرة والأستاذ أبو المعالي يذكر على المنبر: ” كان الله ولا عرش ” ونفى الاستواء – على ما عرف من قوله وإن كان في آخر عمره رجع عن هذه العقيدة ومات على دين أمه وعجائز نيسابور – قال فقال الشيخ أبو جعفر ” يا أستاذ دعنا من ذكر العرش – يعني لأن ذلك إنما جاء في السمع – أخبرنا عن هذه الضرورة التي نجدها في قلوبنا: ما قال عارف قط ” يا الله ” إلا وجد من قلبه معنى يطلب العلو لا يلتفت يمنة ولا يسرة فكيف ندفع هذه الضرورة عن قلوبنا؟ “. فصرخ أبو المعالي ووضع يده على رأسه وقال : حيرني الهمداني” ا.هـ
والقصة بهذا السند صحيحة فمحمد ابن طاهر المقدسي حافظ مشهور وكذا أبوجعفر الهمداني حافظ معروف ولقد حاول سعيد فودة الطعن فيهما فأبان عن جهل عظيم ،وكذب صراح مع ما في كلامه من بتر للنصوص وتحريف للمعاني كما سيأتي ..
وهذا القصة أسندها الذهبي رحمه الله من طريق آخر مسلسل بالحفاظ فقال :
” قال أبو منصور بن الوليد الحافظ في رسالة له إلى الزنجاني انبأنا عبد القادر الحافظ بحران أنبأنا الحافظ أبو العلاء أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي الحافظ قال سمعت أبا المعالي الجويني وقد سئل عن قوله ” الرحمن على العرش استوى” فقال كان الله ولا عرش وجعل يتخبط في الكلام فقلت قد علمنا ما أشرت إليه فهل عندك للضرورات من حيلة….” ا.ه
قال الألباني في “مختصر العلو”ص277: “إسناد هذه القصة صحيح مسلسل بالحفاظ“.
– وهذا الإسناد كما هو واضح مبتدأ بقول الذهبي قال أبو منصور بن الوليد الحافظ في رسالة له إلى سعد الزنجاني. وهذايعني أن الذهبي يروي هذه القصة من رسالة ثابتة للحافظ أبي منصور بن الوليد رحمه الله بما يفيد أن الرواية متصلة وإن لم يلق الذهبي أبا منصور ،والسند كما هو واضح مسلسل بالحفاظ ..
– فالرواية صحيحة متصلة من كلا الطريقين :
1- طريق محمد بن طاهر المقدسي حكاية عن أبي جعفر وهما متعاصران بلا شك ،فقد ولد أبو جعفر بعد الأربعين وأربعمائة ،وولد المقدسي في ثمان وأربعين وأربعمائة ،وذكر أهل العلم المقدسي محمد بن طاهر فيمن رووا عن الهمداني كما سيأتي .
2- وطريق الذهبي فما رواه من رسالة أبي منصور بن الوليد إلى الزنجاني .
– فجاء فودة في هذا المقطع وأخذ يتحامق على من حوله ويقول من هو أبو جعفر الهمداني ؟ ومتى ولد ؟ وأوهم ان فيه إشكالية وأنه غير معروف ولا معروف متى ولد ولا شيء يثبت لقاءه بالجويني وهكذا …
فقال في الدقيقة 7.15 – 8.15 من تسجيله نقلا عن الألباني في مختصر العلو وقد بتره بتراً عجيباً إذ استل من وسط الكلام الذي لا يتعدى السطرين قوله :” أبو جعفر الهمداني واسمه محمد بن أبي علي الحسن بن محمد الهمداني مات سنة 531 “ ا.هـ
بينما نص كلام الألباني رحمه الله بتمامه هو : “ قلت: وإسناد هذه القصة صحيح مسلسل بالحفاظ، وأبو جعفر اسمه محمد بن أبي علي الحسن بن محمد الهمداني مات سنة “531”، وقد وصفه ابن تيمية في “مجموعة الفتاوى” “4/ 44″ بـ”الشيخ العارف”.
فكيف طاب لك أن تستل من كلامه ما تريد وتبت تصحيحه ؟
ثم قال : “ولا واحد حتى الان ذر متى ولد الهمداني “!
وإن تعجب فعجب ممن يحتج بكلام الألباني الذي لا دليل فيه على شيء اللهم إلا ذكر وفاته ، ويترك تصحيحه الصريح للسند !
فلم ذكرت الألباني إذن ؟ هل هو استكثار من ذكر الأسماء لتوهم أن بحثك علمي وأنك مطلع على أقوال الناس في الهمداني ؟ فالألباني لم يذكر تضعيفاً للرجل ولم يذكر بعد اسمه إلا سنة وفاته ! وماذا يفيد ذلك ؟ وكم من عالم يذكر العلماء سنة وفاته ولا يذكر سنة ولادته وهي معلومه أو مظنونه ؟ ولكن السؤال هنا : لماذا ذكرت الألباني هنا ، ولماذا تعمدت بتر كلامه في تصحيح السند ؟ !
ولماذا لم تبحث عن ترجمة الهمداني في مظانها يا محقق ؟ فلقد ارتضيت واستشهدت بقول الذهبي في محمد بن طاهر المقدسي مع بترك لكلامه ! أعجزت أن تبحث عن ترجمة أبي جعفر عنده ؟!
أما لديك الشاملة يا رجل ؟
فها هي ترجمة أبي جعفر الهمداني في سير أعلام النبلاء وفي تاريخ الاسلام قال رحمه الله :
” الشيخ الإمام الحافظ الرحال الزاهد بقية السلف والأثبات ، أبو جعفر محمد بن أبي علي الحسن بن محمد بن عبد الله ، الهمذاني . ولد بعد الأربعين وأربعمائة .
وقدمبغداد، سنة ستين ، فسمع بها قليلا ، ثم ارتحل ، فسمع من أبي الحسين بن النقور ،وأبي القاسم بن البسري،وأبي نصر الزينبي، وخلق ،وبنيسابورمنالفضل بن المحب،وأبي صالح المؤذن، وخلق ،وبمكةمنأبي علي الشافعيوسعد الزنجاني،وبجرجانمنإسماعيل بن مسعدة، وطائفة ،وبمرومنأبي الخير محمد بن أبي عمران،وبهراةمنأبي إسماعيل الأنصاري، وعدة ،وبهمذان.
وحدث ب ” الجامع ” لأبي عيسى عن أبي عامر الأزدي ،ومحمد بن محمد بن العلاء،وثابت بن سهلك القاضيعنالجراحي. وكان من أئمة أهل الأثر ، ومن كبراء الصوفية.
قال السمعاني: سافر الكثير إلى البلدان الشاسعة ، ونسخ بخطه ، وما أعرف أحدا في عصره سمع أكثر منه .
……قلت : حدث عنه : ابن طاهر المقدسي،وأبو العلاء العطار،وعبد الرحمن بن عبد الوهاب بن المعزم، وآخرون . وهو الذي قام في مجلس وعظإمام الحرمين، وأورد عليه في مسألة العلو …


توفي أبو جعفر في نصف ذي القعدة سنة إحدى وثلاثين وخمس مائة .  ا.هـ سير أعلام النبلاء .
– فتبين أن الرجل معروف وأنه ثبت حافظ رحالة حدث عنه العلماء ،وتبين مولده وأنه ولد بعد الأربعين وأنه وأنه رحمه الله معمر ،فانتفى تدليس فودة وإيهامه بأنه مجهول ولم يدرك الجويني !
ثم انتقل فودة إلى كذبة أخرى أو جهالة أخرى من جهالاته وهو ذكره لتضعيف ابن كثير للهمداني فقال في الدقيقة 9.1 حاكيا تضعيف الإمام ابن كثير له – وتأمل قوله الإمام ابن كثير !- :
 أبو علي الحسن بن محمد الهمداني الي هو ذكره الألباني في مختصر العلو يقول : ضعيف ، وفيما ينقله نكارة ، ولا يكاد يخلو ما يرويه عن غرابة ونكارة” ا.هـ
وهذا لعمر الله كذب صراح !!!
فليس هذا هو ما ذكره ابن كثير وليس كلامه هذا عن أبي جعفر الهمداني صاحب القصة !
ولقد تعمد فودة تحريف اسمه فسماه: ” أبو علي الحسن بن محمد الهمداني “ وأكد ذلك بأنه هو الذي ذكره الألباني في مختصر العلو ، في حين أن ابن كثير يتكلم في ” أبي علي الحسين بن الحسن الهمداني المعروف بان حكمان ” وهذا نص كلامه رحمه الله : وأبو علي الحسن بن الحسين الهمداني ، المعروف بابن حكمان ، وهو ضعيف ، وفيما ينقله نكارة ، ولا يكاد يخلو ما يرويه عن غرابة ونكارة” ا.هـ
فيا لها من فضيحة لهذا المتعالم المحتال ،وهل يفعل ذلك مسلم يخاف الله ويخشى عذابه ؟
لقد تعمد فودة تحريف اسم الهمداني الذي ذكره ابن كثير وضعفه ، ليستقيم له كذبه ويحكم بذلك تدليسه وبغيه ،ألا لعنة الله على الكاذبين !
– أما ابن حكمان الذي تكلم عليه ابن كثير وضعفه هو : الحسن بن الحسين بن حكمان بن جعفر الخطيب الدينار آبادي أبو علي الهمداني الشافعي توفي سنة 405 خمس وأربعمائة. له الواضح النفيس في مناقب الإمام محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله : ا.هـ صـ 79 من كتاب ” هدية العارفين” للباباني

وهذا الرجل هو الذي ذكره ابن كثير فيمن كتب في مناقب الشافعي في الموضع الذكور وضعفه ، وواضح أنه متقدم عن صاحبنا أبو جعفر بما يزيد عن أربعين سنة .
– أما محمد بن طاهر المقدسي فقد أعمل فيه فودة كل ما يمكنه من تدليس وكذب واحتيال ليطعن فيه وفي عدالته ، فاقتصر أولا على إيراد الذم فيه وضرب صفحاً عن ثناء العلماء عليه ووصفهم إياه بالحفظ والفضل ، ثم أخذ يغمزه تارة بأنه صوفي ملامتي ، وتارة بأنه إباحي ، وتارة بأنه يلحن يخطأ في النحو ، وكل هذا يذكره على وجه الذم والطعن ،ويفسره على غير وجهه …
– أما اقتصاره على وجوه الطعن فهذا من التدليس والكذب وعدم الأمانة العلمية ولقد اعتدنا ذلك من الرجل فلم ننزعج من ذلك ،فقد نقل عن الذهبي رحمه الله قوله في ميزان الاعتدال :
 ليس بالقوى، فإنه له أوهام كثيرة في تواليفه. ونقل قول ابن ناصر فيه بأنه لا يحتجبه لأنه ألف كتابا في جواز النظر إلى المرد ونقل قول ابن عساكر أيضا بأنه يخطئ في النحو ونقل قول الذهبي :

” قلت : وله انحراف عن السنة إلى تصوف غير مرضى،” ا.هـ
– ثم اقتصر على ذلك مع أن تمام عبارة الذهبي السابقة قوله : ” وهو في نفسه صدوق لم يتهم.” وهي تلخص رأي الذهبي فيه ، ولكنه تعمد بتره وإخفاءه شانه شأن المبتدعة في كل زمان ، فغنهم يذكرون مالم ولا يذكرون ما عليهم ، ولعله يقطع بأن من يتكلم فيهم دراويش لا شأن لهم بهذا العلم !
فهل يؤتمن مثل هذا المدلس على نقل بعد ذلك ؟!
– وإذا ما تجاوزنا كل ذلك فقد ترجم له الذهبي رحمه الله في تذكرة الحفاظ ترجمة واسعة وذكر شيئاً من رحلاته وشيوخه وفضله وثناء العلماء عليه ،ورد على ما حاول النيل منه ،ودافع عنه ، فرد على أبي عبد الله الدقاق فقال : “وقد ذكره الدقاق في رسالته فحط عليه وقال: كان صوفيا ملامتيا سكن الري ثم همذان، له كتاب “صفوة التصوف” وله أدنى معرفة بالحديث في باب شيوخ البخاري ومسلم وغيرهما. قلت: هو أحفظ منك بكثير يا هذا؛ ثم قال: وذكر لي عند الإباحة قلت: بل الرجل مسلم معظم للآثار، وإنما كان يرى إباحة السماع لا الإباحة المطلقة التي هي ضرب من الزندقة والانحلال”ا.هـ
علماً بأن الدقاق ليس رجلاً أشعرياً يريد أن يغمز المقدسي فرد عليه الذهبي بهذا القول الشديد ، بل الدقاق على عكس ذلك تماما فهو يبالغ في ذم الأشعرية ومع ذلك فيقول عنه الذهبي في ترجمته في تذكرة الحفاظ :
 وكان الدقاق صالحًا فقيرًا متعففًا صاحب سنة واتباع إلا أنه كان يبالغ في تعظيم عبد الرحمن شيخه ويؤذي الأشعرية.” فتأمل كيف ينكر الذهبي على الدقاق بأنه يتعصب لشيخه وأنه يؤذي الأشعرية، وضع هذا في صدر من يفتري على هذا الإمام ويطعن في إنصافه وأنه يتحامل على المخالفين له ويحط منهم .

– وكذلك فقد رد على ابن ناصر قوله بأنه لا يحتج به فقال :
” وقال بن ناصر: بن طاهر لا يحتج به، صنف في جواز النظر إلى المرد وكان يذهب مذهب الإباحة. قلت: معلوم جواز النظر إلى الملاح عند الظاهرية وهو منهم.” ا.هـ
– فتبين من ذلك كذب فودة وتدليسه حيث اقتصر على نقل بعض الطعون التي لا تحط من قيمة الرجل ولا تخدش في عدالته .
– ولقد فسر فودة ومن حوله مسألة الإباحة على أنها التحلل من التزام الأحكام أو ” إسقاط الشريعة ” على حد قول هذا الكذاب وقال في لدقيقة 4.2 ” في سند هذه القصة في بعض الناس الصوفية الذين يقولون بالإباحة ،عارفين ايش معنى الاباحة ؟ يعني بسقوط الشرائع أو بإباحة الأشياء التي حرمها الله سبحانه وتعالى “ وقال في الدقيقة : 11.15 من تسجيله : ” مذهب الإباحة إسقاط الشريعة ” وفسرها بأنها ” إباحة المحرمات” وأخذ يغمز بهذا ويلمز وكان الرجل ساقط غارق في هذه المنكرات ! ومن حوله يعينونه على ذلك وهذا منتهى الجهل والجهالة والبعد عن التحقيق والانصاف فبئس الشيخ وبئس من يستمع له ويعينه على هذا اللغو!إذ كيف يذكر مثل هذا في كتب المحدثين أصحاب الرواية ويطلق عليهم أنهم حفاظ ؟ أليس لهؤلاء عقول ؟!
 بينما الاباحة المذكورة كما قال الذهبي هي إباحة السماع الصوفي الذي لا يختلف عليه صوفية الأشاعرة ،بل كانوا يتراقصون عليه كما ذكر عن العز بن عبد السلام !فالسماع هنا هو السماع الصوفي ولقد كان الرجل صوفياً ،ولذا قال الذهبي في موضع آخر تأكيداً لهذا المعنى :
” ألف السيف -رحمه الله تعالى- مجلدًا كبيرًا في الرد على الحافظ محمد بن طاهر المقدسي لإباحته للسماع وفي أماكن من كتاب ابن طاهر في صفوة أهل التصوف، وقد اختصرت هذا الكتاب على مقدار الربع، وانتفعت كثيرًا بتعاليق الحافظ سيف الدين.” ا.هـ تذكرة الحفاظ 4/ 59 ،والسيف المشار إليه هنا هو الإمام الحافظ الأوحد البارع الصالح سيف الدين أبو العباس أحمد بن المجد عيسى ابن الشيخ موفق الدين عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي الصالح الحنبلي..
فكل ما حاول فودة إبرازه للطعن في المقدسي مردود عليه مبين أتم بيان ،وهو دليل إما على جهل الرجل وإما على تدليسه وكذبه …
– وقال الذهبي : ” وقال شيرويه – وهو ممن روى عنه-: كان ثقة صدوقا حافظا عالما بالصحيح والسقيم حسن المعرفة بالرجال والمتون كثير التصانيف جيد الخط لازما للطريقة بعيدا من الفضول والتعصب خفيف الروح قوي العمل في السر كثير الحج والعمرة.” ا.هـ

– فهذا هو محمد بن طاهر المقدسي رحمه الله وهذا هو أبو جعفر الهمداني وكلاهما ثقة حافظ فاضل له رحله وسماع وما ذكر فيهما لا يقدح مطلقاً في صدقهما وأمانتهما …
– أما الطريق الآخر وهو طريق الذهبي عن أبي منصور بن الوليد الحافظ رحمه الله، فقد دلس فيه فودة على أصحابه بأن السند فيه انقطاع، وأن الذهبي لم يلق أبا منصور وأخذ يذكر ميلاد الذهبي ووفاة أبي منصور ،وكأن الرجل من أهل التحقيق ، أو أنه قد كشف مستوراً وأبان عن دقيق المسائل ،وهو جاهل جويهل لا شأن له بهذا العلم الشريف ، ومن يتأمل كلامه ويدقق في ألفاظه وينظر إلى وجهه يعلم يقيناً أن الرجل متعالم لا صلة له بهذه العلوم …
– فالذهبي رحمه الله قد صرح بأنه يروي القصة بإسناد رسالة أبي منصور إلى سعد الزنجاني وقد أشار إلى ذلك السبكي ولم يقدر على أن يتحامق كهذا الرجل فقال في طبقاته : قد تكلف – أي الذهبي – لهذه الحكاية وأسندها بإجازة على إجازة مع ما في إسنادها ممن لا يخفى ا.هـ
فذكر أنها إجازة عن إجازة ولم يستطع أن يزيد على ذلك ،ووالله إنه لفي مقام بحيث لو وجد كلمة زيادة عن هذا التهويش لذكرها وطار بها ،ولكنه يعلم أن الفضيحة تتعقبه فاقتصر على هذا الغمز الذي لا قيمة له في ميزان البحث العلمي والأمر كما قال الألباني رحمه الله وقد سبق .
ولو عددنا تلدليس هذا الرجل وكذبه لما كفى مقالاً كهذا ولكني اقتصرت على ما يفي للدلالة على صحة القصة وبيان كذب هذا الدعي وتدليسه ويكفي من القلادة ما حاط بالعنق ، والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

Author: admin