الرد الشرعي على محمد سعيد رمضان البوطي
إن من أعظم ما ابتليت به هذه الأمة أناس دعاة على أبواب جهنم، اندلقت ألسنتهم بالباطل واندلعت أصواتهم بالضلال، يرجون السلع الرديئة بحجج واهية فاسدة. وما كلامنا عن هؤلاء وأمثالهم إلا من باب البيان الواجب تبيانه للعامة والخاصة، ولا يظن ظان أن هذا من باب الغيبة المحرمة فمن المعروف في تاريخنا أن السلف الصالح كانوا لا يسكتون على الباطل بل كانت ألسنتهم وأقلامهم سيوفًا حدادًا على أهل البدع والأهواء. فقد أخرج مسلم في صحيحه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال للخطيب الذي قال: من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى “بئس الخطيب أنت” وذلك لأنه جمع بين الله والرسول بضمير واحد فقال له قل “ومن يعص الله ورسوله”. فإذا كان الرسول لم يسكت على هذا الأمر الخفيف الذي ليس كفرًا ولا إشراكًا فكيف بالذين ينشرون الكفر والضلال باسم الإسلام من على المنابر وأجهزة الإعلام بمختلف أنواعها.
وها نحن اليوم أمام نموذج من هذه النماذج، أعني بهذا النموذج – محمد سعيد رمضان البوطي -. من هنا لا بد لنا أن نضعه في الميزان ليراه الناس على صورته الحقيقية. ونقول للذين يحاولون استباق النتائج إن الرد على البوطي لم يأت عن هوى، ولم يكن وليد حالة عصبية عابرة بل جاء بعد عدة لقاءات ومحاورات ومكاتبات حاولنا نصحه وثنيه عن مخاطر لج فيها مما نتج عن ذلك الشر الخطير والشرر المستطير. ونقول للمشايخ العقلاء أن يتدبروا ردنا عليه، وبدلاً من أن ينبري البعض للدفاع عنه فالأجدى والأجدر أن ينبروا للدفاع عن دين الله وعن كرامة الناس التي أهدرها البوطي بفتاويه.
ونحن قد عزونا كل مقالة إلى مصدرها في كتاب أو مجلة أو مراسلة، والحقيقة أننا وجدنا في كتبه مئات المخالفات ولكننا اقتصرنا على نماذج منها ليطلع الناس على حقيقة ما تنطوي عليه نفسه ءاملين أن لا يتسرع متسرع بالتشنيع قبل أن يطلع على المضمون، وليعلم أن العصمة الكاملة لأنبياء الله وملائكته فقط.
سنقوم من خلال هذا الموضوع بعرض بعض مقالات البوطي الفاسدة. ومن ثم نعرض عليكم فتاوى مصورة لبعض العلماء في التحذير من البوطي وكلامه الفاسد.
ويقول في كتابه “هذه مشكلتهم” ص 8 [وأراني يد الله عز وجل التي تنبع منها كل سببية كل شىء].
ويقول في كتاب “منهج الحضارة الإنسانية في القرءان” ص 49-50 عن الإنسان [هذه الصفات ليس في حقيقتها إلا ظلالاً وفيوضات من صفات الربوبية أنعم الله بها على هذا المخلوق].
ويقول في كتابه “الإسلام ملاذ كلّ المجتمعات الإنسانية” صحيفة 24 [وتوضيح ذلك أن هذه القدرات ليست في أصلها وحقيقتها إلا من بعض صفات الربوبية وإنما متع الله الإنسانَ بها بفيوضات يسيرة جدًّا ليستعين بها في تحقيق المهمة القدسية التي أنيطت به].
ويؤكد البوطي اعتقاده الحلولي صحيفة 73 من كتابه المسمى “الإنسان مسير أم مخير” فيقول [إذ أن هذه القدرة إنما هي في الحقيقة قدرة الله أودعت في كيان الإنسان لتكون خادمًا لرغائبه ومظهرًا لتحركاته].
ويقول في ما يسمى مجلة التقوى عدد 53 شباط 96 صحيفة 17 [وامتلأ الوجدان بصفات الربوبية في ذات الله].
ويقول [هذه الروح تظل في حنين إلى العالم الذي أهبطت منه هذه الروح موصولة النسب إلى الله].
ويقول في كتاب “كبرى اليقينيات” صحيفة 77 يرى وبكل صراحة أن الله أصل وأن العالم تفرّع منه، فيقول [وبتعبير ءاخر نقول إن ما تراه من حقائق الكون كلها إنما هو فيض من حقيقة واحدة ألا وهي ذات الله، ومن المحال أن تدرك ماهية الحقائق الصغرى قبل أن تدرك منبعها وأصلها الأول].
ويقول في صحيفة 87 من كتابه “كبرى اليقينيات” [فما هي العلة التي أوجدته وأنهضته من ظلمات اللاشىء فوضعته في أول مدارج الوجود].
ويقول في صحيفة 291 من نفس المصدر [إلى أن تنتهي بك هذه العلل الكثيرة المختلفة إلى العلة الوحيدة الكبرى الكامنة خلف ما قد رأيت أي إلى واجب الوجود وهو الله عز وجل].
وفي صحيفة 174 من كتابه “من روائع القرءان” تجده يقتدي بسيد قطب الذي يسمي الله بالريشة المبدِعة فيقول البوطي [ثم ارجع النظر مرة أخرى إلى الجملة كلها لتبصر الريشة الإلهية العجيبة].
ثم انظر إلى التمويه في التجسيم حيث يقول في صحيفة 178 من كتابه “من روائع القرءان” [الأرض جميعًا شىء صغير في قبضة الله، والسموات كلها بأجرامها العظيمة قد طويت كما قد يطوى البساط أو الصحيفة فهي ليست إلا جرمًا صغيرًا لا تكاد تدركه العين مخبوءة في يمين الله، وليس هناك من يمين ولا قبضة، ولا طي بالمعنى الحسي المعروف ولكنه التخييل والتجسيم للمعنى الذهني كي يفيض الشعور والخيال إحساسًا به].
نقول إن البوطي بإطلاق العنان لخياله ويراعه من غير مراعاة الشرع وصل إلى ما قد وصل إليه من التجسيم والحلول، فهل نقول عنه بأنه دُسّ عليه في حياته، أم نقول إنه كان في حال غيبوبة، أم نؤول له كما أوَّل البعض لابن عربي فيما نُسب إليه زورًا، وإلى الحلاج وغيرهما. ماذا يقول أتباع البوطي بهذا الكلام المليء بالكذب والادعاء والتطاول، ماذا يقول هو ذاته الذي يدعي ادعاء اتباع الكتاب والسنة، مَنْ مِنَ الأنبياء أو السلف الصالح أو الأولياء قال مثل هذا الكلام؟! أم أنه سيعمد إلى تأويل متهالكٍ وفاسد؟ وما الفرق بين كلامه وكلام الحلوليين الفاسدين؟
وهنا نسأل كيف يسمي الله تعالى العلةَ وهذه تسمية ممنوعة شرعًا لأن أهل الحق كفروا من سمى الله علة أو علة العلل. ألم يقرأ البوطي أن الإمام ركن الإسلام السغدي كفَّر من سمى الله سببًا أو علة.
إن كان هذا الكلام مدسوسًا على البوطي فليصرح قبل موته ولا يسكت.ولو قال قائل لنفترضها شطحات وعلينا أن نؤول له، نقول: إذا كان البوطي رفض التأويل جملة وتفصيلاً في كتاب الله كما صرح فلماذا نؤول له وهو الذي رفض تأويل شطحات المتصوفة المنسوبة زورًا لابن عربي وغيره.
ثم تعالَ معي إلى قصة يقول إنه ترجمها من الكردية إلى العربية وتسمى “مَمُو زَيْن” ولقد زاد عليها بعض الفصول كما قال في صحيفة 8 [ولقد دعتني طبيعة هذا العمل أن أضيف بعض الفصول الأخرى إلى القصة وأن أستعين بالخيال منه سدودًا…].ويقول في صحيفة 7 من هذه القصة [ولكن باعثًا حملني على إعادة طبعه أرجو أن يكون فيه السداد والخير]، إلى أن يقول [وأن أجعل من انتشاره بين القراء خير حصنٍ يقيه شر أي عدوان]، فهو يعترف بأنه زاد على القصة ويثني على القصة بمجملها ويمتدحها، فإذا كان الكفر من أصل النص فلِم لم يحذفه كما سوغ لنفسه الزيادة، وإذا كان سيتذرع بالأمانة العلمية المزعومة فلم لم يُنبّه القارىء إلى خطورة هذا الكلام.
فانظر أيها القارىء إلى كفرٍ عجيب وتجسيم غريب فإنه يقول في صحيفة 189-190 [أي ربي ءامنت أن هذا الكون كله جسم وأنت روحه، وأن هذا الوجود حقيقة أنت سرها، أنت حسن زينة الأحبة والعشاق]. وفي صحيفة 191 يقول [عكست يا مولاي ءايات عظمتك وسلطانك ومظاهر حسنك وجمالك على صفحة هذا الكون الفاني في صور وأشكال وقوالب]، ثم قال في صحيفة 193 [يا إلهي أزح من أمامي صور الجمال الخالد جمال ذاتك التي أشرقت بها الدنيا وما فيها].
كيف لهذا الرجل الذي يدعي بأنه داعية إلى الله يخطب ويدرس ويؤلف ويحاضر ثم ينقل هذا الكلام على سبيل الاستحسان والرضا هذا إذا سلمنا أنه من أصل النص المترجم، أما إن كان زيادة على النص فهو أقبح في الشناعة والكفر، فإذا كان الرضا بالكفر كفرٌ فكيف بمن يجاهر به ويسوّقه ويستحسنه.
وفي كتابه “هذا والدي” يقول البوطي في صحيفة 65 متحدثًا عن أبيه [كان إذا وضع الطعام واجتمعنا معه على مائدته أمرنا جميعًا أن نجلس جلسة أدب حتى لكأننا ماثلون من هذه المائدة أمام الله].
نقول: هل يرضى والدك يا بوطي أن تشبهه بالله، فوالله لو قرأ هذه العبارة حال حياته لما تأخر في استتابتك وأخذ العهد عليك أن لا تعود لمثل هذه العبارات الفاسدة. والله لو اتبعت والدك الشافعي الأشعري المنزِّه لما وصلت إلى مثل هذه المزالق، لكنك ءاثرت منهج سيد قطب وغيره، وءاثرت هواك.
وقال في (ص/24) [ولسوف تنفتح أمامنا عندئذ مشكلات أخرى أولها وأهمها مشكلة خلق الله لأفعال الإنسان]،
ثم قال [تليها مشكلة أن الله يهدي من يشاء ويضل من يشاء كما يؤكد القرءان بصريح العبارة].
وقال في (ص/54) [إن الإرادة الجزئية التي هي عبارة عن تعلق الإرادة الكلية بجانب معيّن من الفعل والترك صادرة من العبد اختيارًا وليست مخلوقة لله تعالى لأنها ليست من الموجودات الخارجية].
ويقول في (ص/102) [ولكنه جلت حكمته شاء أن يفسح أمامهم ساحة المشيئة والاختيار وأن يضعهم بين نوازع الشر وحوافز الخير ويترك القرار لما يرغبون ويفضلون] اهـ.
وقال في (ص/222) [إرادة الله المتعلقة بالأفعال الاختيارية للإنسان لا تتجه إلى الحكم عليه بأن يكفر أو يؤمن إذ أن هذا الحكم ليس في الحقيقة إلا سلبًا لإرادته].
ويقول في مجلة طبيبك عدد تشرين 1993 (ص/110) [فإن كلمة الحذر ينجي من القدر أو لا ينجي من القدر باطلة]،
ويقول في عدد أيار 1995 (ص/109) [ومن هنا تعلم أن القضاء والقدر لا يضيّق من إرادة الإنسان بل لا علاقة لهما بها].
ويزعم البوطي أن العبد يخلق النية والعزم على العمل فيقول في كتابه المسمى “الإنسان مسير أم مخير” (ص/97) [إن هذا القرار الذي أبرمه البيان الإلهي وأكده يوضح أن الإنسان عندما يوجه مشيئته وعزمه إلى شىء فلا بد أن يشاء الله له الفعل المتفق مع مشيئته وعزمه، ومن ثم فلا بد أن يخلق في كيانه الفعل الذي اتجه إليه عزمه وقصده].
يتبين لك أن البوطي زاد على المعتزلة كثيرًا لأن المعتزلة يعتقدون أن الله خلق الخير ولم يخلق الشر وهذا ضلالٌ شنيع، وبعضهم قالوا: إن الله خلق أفعال العباد بما فيها الشرور لكن الإنسان يخلق الهم بالمعصية، وهذا كفر كما قرر أهل السنة. والبوطي خالف القرءان حيث جعل مشيئة الله واردة على مشيئة الإنسان، والقرءان يخبرنا بأن العباد لا يشاءون شيئًا إلا أن يشاء الله مشيئتهم، أي أن العباد لا تحصل لهم مشيئة إلا أن يشاء الله أن يشاءوا، ومعنى ذلك أن مشيئة الله أزلية أبدية ومشيئة العباد حادثة، والبوطي عكس ذلك جعل مشيئة الله حادثة عقب مشيئة العبد! وبهذا يتوافق البوطي مع ذلك الشاعر الذي قال والعياذ بالله:
إذا الشعب يومًا أراد الحياة …. فلا بد أن يستجيب القدر
كيف ساغ لهذا الرجل أن يسمي خلق الله لأفعال الإنسان مشكلة؟! إن هذا يظهر أن البوطي يوافق المعتزلة في قولهم “إن الله لا يخلق أفعال العباد الاختيارية بل هم يخلقونها” كما بيَّنا من صريح عباراته. ثم لا يكتفي البوطي بذلك بل يسمي الآية مشكلة وهذا طعن في أظهر المبادىء الإيمانية وهو أن الله خالق كل شىء كما جاء صريحًا ذلك في قول الله تعالى {اللهُ خالقُ كلّ شىء} [سورة الرعد/16]، وهذا مما يقوله العالم والجاهل من المسلمين على اختلاف طبقاتهم.
يقول في صحيفة 117 من كتابه “هذه مشكلاتهم” [وانقطاع هذا الشخص عنه ستة أشهر أو يزيد حتى ظن محمد صلى الله عليه وسلم أنه ربما ارتكب إثمًا أغضب الله عليه فتحولت عنه النبوة التي بشره بها ورقة بسبب ذلك] انتهى.
ويقول في كتابه “كبرى اليقينيات” صحيفة 192 [وأن يستبد به القلق من أجل ذلك ثم يتحول القلق لديه إلى خوف في نفسه من أن يكون الله قد قلاه بعد أن تم تشريفه بالوحي والرسالة لسوء قد صدر منه، حتى لقد ضاقت الدنيا عليه، وراحت تحدثه نفسه كلما وصل إلى ذروة جبل أن يلقي بنفسه منها] انتهى.
قال الألوسي في كتابه “تفسير الألوسي” (30/200) ما نصه [قال المفسرون: أبطأ جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم فقال المشركون قد قلاه ربه وودعه، فأنزل الله تعالى ذلك. وأخرج الحاكم عن زيد بن أرقم قال: لما نزلت {تبت يدا أبي لهب وتب} فقالت للنبي صلى الله عليه وسلم فيما قالت: ما أرى صاحبك إلا قد ودعك وقلاك]، وقال الألوسي [وفي بعض الروايات ما يدل على قائل ذلك هو النبي صلى الله عليه وسلم، فعن الحسن أنه قال: أبطأ الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لخديجة: إن ربي ودعني وقلاني يشكو إليها … الحديث فنزلت]. ثم قال الألوسي [واستشكل بأنه لا يليق بالرسول صلى الله عليه وسلم أن يظن أن الله تعالى ودعه وقلاه، وهل هو إلا نحو من العزل، وعزل النبوة عن النبي غير جائز في حكمته عز وجل، والنبي عليه الصلاة والسلام أعلم بذلك ويعلم صلى الله عليه وسلم أن إبطاء الوحي وعكسه لا يخلو كل منهما عن مصلحة وحكمة]، ثم قال الألوسي [وأنت تعلم أن هذه الرواية شاذة لا يعول عليها ولا يلتفت إليها فلا ينبغي إتعاب الذهن بتأويلها ونحوها”، إلى أن قال :”والمعول ما عليه الجمهور وصحت به الأخبار أن القائل هم المشركون] انتهى.
وأما القسم الثاني فكان يمسك عن قتلهم وينهى عن ذلك لئلا يتحدث الناس أن محمدًا يقتل أصحابه، ولمصلحة تأليف قلوبهم للدخول في الإسلام، ولأن المسلمين يومها كانوا في حالة ضعف.
فالجواب ما قاله الحافظ ابن حجر في الفتح (فتح الباري 12/293) ونصه [قوله: “فإن له أصحابًا” هذا ظاهره أن ترك الأمر بقتله بسبب أن له أصحابًا بالصفة المذكورة وهذا لا يقتضي ترك قتله مع ما أظهره من مواجهة النبي صلى الله عليه وسلم بما واجهه، فيحتمل أن يكون لمصلحة التألف كما فهمه البخاري لأنه وصفهم بالمبالغة في العبادة مع إظهار الإسلام، فلو أذن في قتلهم لكان ذلك تنفيرًا عن دخول غيرهم في الإسلام] اهـ. ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بقتله بعد ذلك كما ذكر الحافظ ابن حجر في شرح البخاري ونصه (فتح الباري 12/298-299):
ويمكن الجمع بأن يكون هذا الرجل هو الأول وكانت قصة هذه الثانية متراخية عن الأولى، وأذن صلى الله عليه وسلم في قتله بعد أن منع منه لزوال علة المنع وهي التألف، فكأنه استغنى عنه بعد انتشار الإسلام،كما نهى عن الصلاة على من ينسب إلى النفاق بعد أن كان يجري عليهم أحكام الإسلام قبل ذلك، وكأن أبا بكر وعمر تمسكا بالنهي الأول عن قتل المصلين وحملا الأمر هنا على قيد أن لا يكون لا يصلي (كذا في الأصل ولعل الصواب: على أن لا يكون يصلي) فلذلك علَّلا عدم القتل بوجود الصلاة أو غلبا جانب النهي. ثم وجدت في مغازي الأموي من مرسل الشعبي في نحو أصل القصة “ثم دعا رجالاً فأعطاهم فقام رجل فقال: “إنك لتقسم وما نرى عدلاً، قال: “إذًا لا يعدل أحد بعدي”، ثم دعا أبا بكر فقال: “اذهب فاقتله” فذهب فلم يجده فقال: “لو قتلته لرجوت أن يكون أولهم وءاخرهم”، فهذا يؤيد الجمع الذي ذكرته لما يدل عليه “ثم” من التراخي والله أعلم” ا.هـ.
فالجواب: أن الرسول عليه الصلاة والسلام معصوم عن الكفر، والصلاة على الكافر مع اعتقاد أنه كافر كفرٌ، وذلك ينافي العصمة، وهذا أيضًا تلاعب في الدين والرسول معصوم عن ذلك. فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يصلِّ عليه إلا لاعتقاده تلك الساعة أنه ذهب عنه النفاق وأخلص في إسلامه وإيمانه كما ذكر ذلك الحافظ ابن حجر في موضع من شرح البخاري، فإذا كان حكمُ من يصلي وهو محدِثٌ متعمدًا كافرًا في نظر أبي حنيفة لاعتبار ذلك تلاعبًا بالدين فكيف يتجرأ على قول إن الرسول صلى على ابن أبيّ مع علمه بأنه منافق غيرُ مصدّق للإسلام في قلبه، وهذه المسئلة أي صلاة المحدِث متعمدًا عند الشافعية ليست كفرًا ورِدَّةً إنما هي من كبائر المعاصي.
وقال الحافظ أيضًا ما نصه (فتح الباري 8/336) [قوله ـ أي عمر ـ قال: إنه منافق، فصلى عليه، أما جزم عمر بأنه منافق فجرى على ما كان يطلع عليه من أحواله. وإنما لم يأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بقوله وصلى عليه إجراءً له على ظاهر حكم الإسلام كما تقدم تقريره واستصحابًا لظاهر الحكم، ولما فيه من إكرام ولده الذي تحققت صلاحيته، ومصلحة الاستئلاف لقومه ودفع المفسدة. وكان النبي صلى الله عليه وسلم في أول الأمر يصبر على أذى المشركين ويعفو ويصفح ثم أمر بقتال المشركين فاستمر صفحه وعفوه عمن يظهر الإسلام ولو كان باطنه على خلاف ذلك لمصلحة الاستئلاف وعدم التنفير عنه، ولذلك قال: “لا يتحدث الناس ان محمدًا يقتل أصحابه”، فلما حصل الفتح ودخل المشركون في الإسلام وقلّ أهل الكفر وذلوا أُمر بمجاهرة المنافقين وحملهم على حكم مر الحق، ولا سيما وقد كان ذلك قبل نزول النهي الصريح عن الصلاة على المنافقين، وغير ذلك مما أمر فيه بمجاهرتهم، وبهذا التقرير يندفع الإشكال عما وقع في هذه القصة بحمد الله تعالى] انتهى كلام ابن حجر.
انظر صورة الفتوى -1 بالنقر هنا
انظر صورة الفتوى -2 بالنقر هنا
فتوى رئيس مجلس علماء جاكرتا الحاج محمد شافعي حذام
انظر صورة الفتوى -3 بالنقر هنا
انظر صورة الفتوى -4 بالنقر هنا
فتوى المرشد العام لجامعة ومعهد الزيادة الإسلامي الحبيب شيخ المساوي السقاف- أندنوسيا
انظر صورة الفتوى -5 بالنقر هنا
انظر صورة الفتوى -6 بالنقر هنا
فتوى الحاج لطفي بصرى مدير معهد الدراسة الإسلامي – اندنوسيا
انظر صورة الفتوى -7 بالنقر هنا
انظر صورة الفتوى -8 بالنقر هنا
انظر صورة الفتوى -9 بالنقر هنا
انظر صورة الفتوى -10 بالنقر هنا
فتوى مفتي الرقة الشيخ محمد السيد أحمد
انظر صورة الفتوى -11 بالنقر هنا
فتوى الشيخ عبد الكريم مجمودي إمام وخطيب جامع العويني في اللاذقية
انظر صورة الفتوى -12 بالنقر هنا
فتوى مدير معهد القرءان والعلوم الاسلامية الشيخ محمد جعفر صادق
انظر صورة الفتوى -13 بالنقر هناا