رد الأشاعرة الأحباش على الأشعري البوطي

الرد الشرعي على محمد سعيد رمضان البوطي

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي الأمين، وعلى إخوانه النبيين والمرسلين، وعلى ءاله الطيبين وأصحابه الطاهرين، وعلى من سار على هداهم وترسم خطاهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد. فإن الله تعالى يقول في القرءان الكريم {كُنتم خيرَ أمةٍ أُخرِجت للناسِ تأمُرون بالمعروفِ وتنهَونَ عنِ المنكر} [سورة ءال عمران/110]. ويقول عليه الصلاة والسلام “من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان” رواه مسلم.

إن من أعظم ما ابتليت به هذه الأمة أناس دعاة على أبواب جهنم، اندلقت ألسنتهم بالباطل واندلعت أصواتهم بالضلال، يرجون السلع الرديئة بحجج واهية فاسدة. وما كلامنا عن هؤلاء وأمثالهم إلا من باب البيان الواجب تبيانه للعامة والخاصة، ولا يظن ظان أن هذا من باب الغيبة المحرمة فمن المعروف في تاريخنا أن السلف الصالح كانوا لا يسكتون على الباطل بل كانت ألسنتهم وأقلامهم سيوفًا حدادًا على أهل البدع والأهواء. فقد أخرج مسلم في صحيحه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال للخطيب الذي قال: من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى “بئس الخطيب أنت” وذلك لأنه جمع بين الله والرسول بضمير واحد فقال له قل “ومن يعص الله ورسوله”. فإذا كان الرسول لم يسكت على هذا الأمر الخفيف الذي ليس كفرًا ولا إشراكًا فكيف بالذين ينشرون الكفر والضلال باسم الإسلام من على المنابر وأجهزة الإعلام بمختلف أنواعها.

وها نحن اليوم أمام نموذج من هذه النماذج، أعني بهذا النموذج – محمد سعيد رمضان البوطي -. من هنا لا بد لنا أن نضعه في الميزان ليراه الناس على صورته الحقيقية. ونقول للذين يحاولون استباق النتائج إن الرد على البوطي لم يأت عن هوى، ولم يكن وليد حالة عصبية عابرة بل جاء بعد عدة لقاءات ومحاورات ومكاتبات حاولنا نصحه وثنيه عن مخاطر لج فيها مما نتج عن ذلك الشر الخطير والشرر المستطير. ونقول للمشايخ العقلاء أن يتدبروا ردنا عليه، وبدلاً من أن ينبري البعض للدفاع عنه فالأجدى والأجدر أن ينبروا للدفاع عن دين الله وعن كرامة الناس التي أهدرها البوطي بفتاويه.

ونحن قد عزونا كل مقالة إلى مصدرها في كتاب أو مجلة أو مراسلة، والحقيقة أننا وجدنا في كتبه مئات المخالفات ولكننا اقتصرنا على نماذج منها ليطلع الناس على حقيقة ما تنطوي عليه نفسه ءاملين أن لا يتسرع متسرع بالتشنيع قبل أن يطلع على المضمون، وليعلم أن العصمة الكاملة لأنبياء الله وملائكته فقط.

سنقوم من خلال هذا الموضوع بعرض بعض مقالات البوطي الفاسدة. ومن ثم نعرض عليكم فتاوى مصورة لبعض العلماء في التحذير من البوطي وكلامه الفاسد.

 

البوطي يصرح بالحلول والتجسيم في حق الله تعالى والعياذ بالله تعالى من الكفر
يقول البوطي في صحيفة 16-17 من كتابه “الفكر والقلب” عن الإنسان [وعندئذ يعلم أنه إنما خُلِق ليقيم نفسه على سلوك يجعله مظهرًا لألوهية الله في الأرض].
ويقول في كتابه “هذه مشكلتهم” ص 8 [وأراني يد الله عز وجل التي تنبع منها كل سببية كل شىء].
ويقول في كتاب “منهج الحضارة الإنسانية في القرءان” ص 49-50 عن الإنسان [هذه الصفات ليس في حقيقتها إلا ظلالاً وفيوضات من صفات الربوبية أنعم الله بها على هذا المخلوق].
ويقول في كتابه “الإسلام ملاذ كلّ المجتمعات الإنسانية” صحيفة 24 [وتوضيح ذلك أن هذه القدرات ليست في أصلها وحقيقتها إلا من بعض صفات الربوبية وإنما متع الله الإنسانَ بها بفيوضات يسيرة جدًّا ليستعين بها في تحقيق المهمة القدسية التي أنيطت به].
ويؤكد البوطي اعتقاده الحلولي صحيفة 73 من كتابه المسمى “الإنسان مسير أم مخير” فيقول [إذ أن هذه القدرة إنما هي في الحقيقة قدرة الله أودعت في كيان الإنسان لتكون خادمًا لرغائبه ومظهرًا لتحركاته].
ويقول في ما يسمى مجلة التقوى عدد 53 شباط 96 صحيفة 17 [وامتلأ الوجدان بصفات الربوبية في ذات الله].
ويقول [هذه الروح تظل في حنين إلى العالم الذي أهبطت منه هذه الروح موصولة النسب إلى الله].
ويقول في كتاب “كبرى اليقينيات” صحيفة 77 يرى وبكل صراحة أن الله أصل وأن العالم تفرّع منه، فيقول [وبتعبير ءاخر نقول إن ما تراه من حقائق الكون كلها إنما هو فيض من حقيقة واحدة ألا وهي ذات الله، ومن المحال أن تدرك ماهية الحقائق الصغرى قبل أن تدرك منبعها وأصلها الأول].
ويقول في صحيفة 87 من كتابه “كبرى اليقينيات” [فما هي العلة التي أوجدته وأنهضته من ظلمات اللاشىء فوضعته في أول مدارج الوجود].
ويقول في صحيفة 291 من نفس المصدر [إلى أن تنتهي بك هذه العلل الكثيرة المختلفة إلى العلة الوحيدة الكبرى الكامنة خلف ما قد رأيت أي إلى واجب الوجود وهو الله عز وجل].
وفي صحيفة 174 من كتابه “من روائع القرءان” تجده يقتدي بسيد قطب الذي يسمي الله بالريشة المبدِعة فيقول البوطي [ثم ارجع النظر مرة أخرى إلى الجملة كلها لتبصر الريشة الإلهية العجيبة].
ثم انظر إلى التمويه في التجسيم حيث يقول في صحيفة 178 من كتابه “من روائع القرءان” [الأرض جميعًا شىء صغير في قبضة الله، والسموات كلها بأجرامها العظيمة قد طويت كما قد يطوى البساط أو الصحيفة فهي ليست إلا جرمًا صغيرًا لا تكاد تدركه العين مخبوءة في يمين الله، وليس هناك من يمين ولا قبضة، ولا طي بالمعنى الحسي المعروف ولكنه التخييل والتجسيم للمعنى الذهني كي يفيض الشعور والخيال إحساسًا به].

نقول إن البوطي بإطلاق العنان لخياله ويراعه من غير مراعاة الشرع وصل إلى ما قد وصل إليه من التجسيم والحلول، فهل نقول عنه بأنه دُسّ عليه في حياته، أم نقول إنه كان في حال غيبوبة، أم نؤول له كما أوَّل البعض لابن عربي فيما نُسب إليه زورًا، وإلى الحلاج وغيرهما. ماذا يقول أتباع البوطي بهذا الكلام المليء بالكذب والادعاء والتطاول، ماذا يقول هو ذاته الذي يدعي ادعاء اتباع الكتاب والسنة، مَنْ مِنَ الأنبياء أو السلف الصالح أو الأولياء قال مثل هذا الكلام؟! أم أنه سيعمد إلى تأويل متهالكٍ وفاسد؟ وما الفرق بين كلامه وكلام الحلوليين الفاسدين؟
وهنا نسأل كيف يسمي الله تعالى العلةَ وهذه تسمية ممنوعة شرعًا لأن أهل الحق كفروا من سمى الله علة أو علة العلل. ألم يقرأ البوطي أن الإمام ركن الإسلام السغدي كفَّر من سمى الله سببًا أو علة.

إن كان هذا الكلام مدسوسًا على البوطي فليصرح قبل موته ولا يسكت.ولو قال قائل لنفترضها شطحات وعلينا أن نؤول له، نقول: إذا كان البوطي رفض التأويل جملة وتفصيلاً في كتاب الله كما صرح فلماذا نؤول له وهو الذي رفض تأويل شطحات المتصوفة المنسوبة زورًا لابن عربي وغيره.

ثم تعالَ معي إلى قصة يقول إنه ترجمها من الكردية إلى العربية وتسمى “مَمُو زَيْن” ولقد زاد عليها بعض الفصول كما قال في صحيفة 8 [ولقد دعتني طبيعة هذا العمل أن أضيف بعض الفصول الأخرى إلى القصة وأن أستعين بالخيال منه سدودًا…].ويقول في صحيفة 7 من هذه القصة [ولكن باعثًا حملني على إعادة طبعه أرجو أن يكون فيه السداد والخير]، إلى أن يقول [وأن أجعل من انتشاره بين القراء خير حصنٍ يقيه شر أي عدوان]، فهو يعترف بأنه زاد على القصة ويثني على القصة بمجملها ويمتدحها، فإذا كان الكفر من أصل النص فلِم لم يحذفه كما سوغ لنفسه الزيادة، وإذا كان سيتذرع بالأمانة العلمية المزعومة فلم لم يُنبّه القارىء إلى خطورة هذا الكلام.

فانظر أيها القارىء إلى كفرٍ عجيب وتجسيم غريب فإنه يقول في صحيفة 189-190 [أي ربي ءامنت أن هذا الكون كله جسم وأنت روحه، وأن هذا الوجود حقيقة أنت سرها، أنت حسن زينة الأحبة والعشاق]. وفي صحيفة 191 يقول [عكست يا مولاي ءايات عظمتك وسلطانك ومظاهر حسنك وجمالك على صفحة هذا الكون الفاني في صور وأشكال وقوالب]، ثم قال في صحيفة 193 [يا إلهي أزح من أمامي صور الجمال الخالد جمال ذاتك التي أشرقت بها الدنيا وما فيها].

كيف لهذا الرجل الذي يدعي بأنه داعية إلى الله يخطب ويدرس ويؤلف ويحاضر ثم ينقل هذا الكلام على سبيل الاستحسان والرضا هذا إذا سلمنا أنه من أصل النص المترجم، أما إن كان زيادة على النص فهو أقبح في الشناعة والكفر، فإذا كان الرضا بالكفر كفرٌ فكيف بمن يجاهر به ويسوّقه ويستحسنه.

وفي كتابه “هذا والدي” يقول البوطي في صحيفة 65 متحدثًا عن أبيه [كان إذا وضع الطعام واجتمعنا معه على مائدته أمرنا جميعًا أن نجلس جلسة أدب حتى لكأننا ماثلون من هذه المائدة أمام الله].

نقول: هل يرضى والدك يا بوطي أن تشبهه بالله، فوالله لو قرأ هذه العبارة حال حياته لما تأخر في استتابتك وأخذ العهد عليك أن لا تعود لمثل هذه العبارات الفاسدة. والله لو اتبعت والدك الشافعي الأشعري المنزِّه لما وصلت إلى مثل هذه المزالق، لكنك ءاثرت منهج سيد قطب وغيره، وءاثرت هواك.

البوطي يؤيد المعتزلة في مسئلة القدر
يقول البوطي في كتابه المسمى “الإنسان مسير أم مخيّر” (ص/42) [إن كل ما تراه عيناك من الشرور المتنوعة التي تبعث الكدر في صفاء الحياة الإنسانية إنما هو من صنع الإنسان وسوء استعماله لتلك المواد الأولية وليس من فعل الله تعالى].
وقال في (ص/24) [ولسوف تنفتح أمامنا عندئذ مشكلات أخرى أولها وأهمها مشكلة خلق الله لأفعال الإنسان]،
ثم قال [تليها مشكلة أن الله يهدي من يشاء ويضل من يشاء كما يؤكد القرءان بصريح العبارة].
وقال في (ص/54) [إن الإرادة الجزئية التي هي عبارة عن تعلق الإرادة الكلية بجانب معيّن من الفعل والترك صادرة من العبد اختيارًا وليست مخلوقة لله تعالى لأنها ليست من الموجودات الخارجية].
ويقول في (ص/102) [ولكنه جلت حكمته شاء أن يفسح أمامهم ساحة المشيئة والاختيار وأن يضعهم بين نوازع الشر وحوافز الخير ويترك القرار لما يرغبون ويفضلون] اهـ.
وقال في (ص/222) [إرادة الله المتعلقة بالأفعال الاختيارية للإنسان لا تتجه إلى الحكم عليه بأن يكفر أو يؤمن إذ أن هذا الحكم ليس في الحقيقة إلا سلبًا لإرادته].
ويقول في مجلة طبيبك عدد تشرين 1993 (ص/110) [فإن كلمة الحذر ينجي من القدر أو لا ينجي من القدر باطلة]،
ويقول في عدد أيار 1995 (ص/109) [ومن هنا تعلم أن القضاء والقدر لا يضيّق من إرادة الإنسان بل لا علاقة لهما بها].
ويزعم البوطي أن العبد يخلق النية والعزم على العمل فيقول في كتابه المسمى “الإنسان مسير أم مخير” (ص/97) [إن هذا القرار الذي أبرمه البيان الإلهي وأكده يوضح أن الإنسان عندما يوجه مشيئته وعزمه إلى شىء فلا بد أن يشاء الله له الفعل المتفق مع مشيئته وعزمه، ومن ثم فلا بد أن يخلق في كيانه الفعل الذي اتجه إليه عزمه وقصده].

يتبين لك أن البوطي زاد على المعتزلة كثيرًا لأن المعتزلة يعتقدون أن الله خلق الخير ولم يخلق الشر وهذا ضلالٌ شنيع، وبعضهم قالوا: إن الله خلق أفعال العباد بما فيها الشرور لكن الإنسان يخلق الهم بالمعصية، وهذا كفر كما قرر أهل السنة. والبوطي خالف القرءان حيث جعل مشيئة الله واردة على مشيئة الإنسان، والقرءان يخبرنا بأن العباد لا يشاءون شيئًا إلا أن يشاء الله مشيئتهم، أي أن العباد لا تحصل لهم مشيئة إلا أن يشاء الله أن يشاءوا، ومعنى ذلك أن مشيئة الله أزلية أبدية ومشيئة العباد حادثة، والبوطي عكس ذلك جعل مشيئة الله حادثة عقب مشيئة العبد! وبهذا يتوافق البوطي مع ذلك الشاعر الذي قال والعياذ بالله:

إذا الشعب يومًا أراد الحياة …. فلا بد أن يستجيب القدر

وعقيدة البوطي وأبي القاسم الشابي أن مشيئة الله مسخرة للإنسان وكأنهما لم يقرءا قوله تعالى {وما تشآءونَ إلا أن يشاءَ اللهُ}. ثم إن هذا الاصطلاح الذي استعمله البوطي “مسير ومخير” ليس من كلام السلف والخلف من أهل السنة، ولا ورد في كتب الأشاعرة ولا الماتريدية. إن في أقوال البوطي رد لقول الله تعالى {إنَّا كل شىء خلقناه بقدَر} [سورة القمر/49] والشىء يشمل كل ما دخل في الوجود من إرادات الناس وحركاتهم وسكناتهم وتقلّب القلب قال تعال {ونقلّب أفئدتهم وأبصارَهم} [سورة الأنعام/110] أخبرنا الله تعالى بأن ما يجري في قلب بني ءادم من التفكيرات والإرادات كل ذلك هو خالقه قال تعالى {أنَّ اللهَ يحول بين المرءِ وقلبهِ} [سورة الأنفال/24] وثبت في الحديث الذي رواه مسلم أن الرسول عليه السلام قال “اللهم مصرف القلوب صرّف قلوبنا على طاعتك” وفيه أن الله هو الذي يوجه القلوب إلى الخير وإلى الشر، فلو كان للإنسان تصرف مطلق لم يدعُ رسول الله هذا الدعاء. وفي قول الله تبارك وتعالى {فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميتَ إذ رميتَ ولكنَّ اللهَ رمى} [سورة الأنفال/17] أبين البيان أن أفعال العباد الاختيارية بخلق الله تعالى ليس بخلقهم لأن القتل المذكور المسندَ للعباد هو من أفعالهم الاختيارية ومع ذلك الله تعالى قال {فلم تقتلوهم ولكنَّ الله قتلهم} أي لم تخلقوا ذلك القتل بل الله خالقه وليس لكم إلا الكسب. وكذلك الله تعالى نفى الرمي الذي حصل من الرسول أن يكون خلقًا من الرسول، وأثبت أنه خلق لله تعالى أي أن الرسول لم يخلق ذلك الرمي الذي رماه الرسول، إنما الله الذي خلقه فنفى الله عنه الرميَ من وجه وأثبته من وجه، أثبته للرسول من وجه الكسب ونفاه عنه من وجه الخلق، وهكذا سائر الأفعال الاختيارية هي تنسب للعباد من حيث الكسب، ومن حيث الخلق أي الإبراز من العدم إلى الوجود تنسب إلى الله لا تنسب إلى العبد، فمن قال خلاف هذا فهو معتزلي في هذه المسئلة وإن لم يكن معهم في سائر مسائلهم.

كيف ساغ لهذا الرجل أن يسمي خلق الله لأفعال الإنسان مشكلة؟! إن هذا يظهر أن البوطي يوافق المعتزلة في قولهم “إن الله لا يخلق أفعال العباد الاختيارية بل هم يخلقونها” كما بيَّنا من صريح عباراته. ثم لا يكتفي البوطي بذلك بل يسمي الآية مشكلة وهذا طعن في أظهر المبادىء الإيمانية وهو أن الله خالق كل شىء كما جاء صريحًا ذلك في قول الله تعالى {اللهُ خالقُ كلّ شىء} [سورة الرعد/16]، وهذا مما يقوله العالم والجاهل من المسلمين على اختلاف طبقاتهم.

البوطي يزعم أنه لا يكفر الكافر ويقول بتكفير أهل فلسطين
قال البوطي في شريط مسجل [أنا الكافر لا أكفّره].
انظر أخي المسلم إلى هذا التناقض العجيب في كلام هذا الرجل الذي ينتسب إلى العلم، لقد قال إنه لا يكفّر من سماه كافرًا، فكيف يسميه كافرًا ثم يقول أنا لا أكفّره؟! ما هذا الفهم الذي اتسم به. فلو قال: أنا لا أكفر من لا يكفر، أو قال أنا لا أكفر بشبهة، أو قال أنا لا أكفر من لم يثبت لدي كفرُه لما كنا اعترضنا عليه. فعلى قول البوطي إبليس ليس بكافر عنده، وكذا فرعون ليس بكافر عنده، وكذلك أبو لهب وأبو جهل وغيرهم ممن ثبتت بهم النصوص.
ثم العجيب فإن كنت لا تكفر الكافر فما بالك تكفّر الفلسطينيين؟ أفلا يكفيهم ما حل بهم من المعاناة والتشريد والقتل، ألم يكفهم كل ذلك حتى تنزل عليهم جام غضبك وتكفرهم.
وقد جاء تكفير البوطي للفلسطينيين في جامع الرفاعي بتاريخ 18/12/1992، فهو مسجل بشريط ثم نشرته مجلة “إلى الأمام” العدد رقم 2177 يقول [ولكن أين هو الإيمان؟ لو كنت جذور هذا الإيمان راسخة في قلوب أولئك الناس لا والله لما طردوا من ديارهم] انتهى.
وقال [إذا كانت هذه الجروح لم تصل بعد إلى درجة الموت الذي لا حراك به ولا حس فإن الجرح لا والله لا يضمده إلا الرجوع إلى دين الله إلا إلرجوع إلى كتاب الله سبحانه وتعالى].
ويقول [وهل بقيت لهم من كرامة بعد أن أعرضوا عن دين الله، وبعد أن عرفوا ماذا صنعوا حتى طردهم ذلك العدو من تلك الديار].

البوطي يتهم رسول الله بالشك في نبوته ويجوّز الكبيرة بحقه

يقول في صحيفة 117 من كتابه “هذه مشكلاتهم” [وانقطاع هذا الشخص عنه ستة أشهر أو يزيد حتى ظن محمد صلى الله عليه وسلم أنه ربما ارتكب إثمًا أغضب الله عليه فتحولت عنه النبوة التي بشره بها ورقة بسبب ذلك] انتهى.

ويقول في كتابه المسمى “من روائع القرءان” صحيفة 27 [إن الوحي قد انقطع بعد ذلك مدة طويلة من الزمن، وأن الضيق والألم قد استبدأ به صلى الله عليه وسلم من ذلك خوفًا من أن يكون قد أساء فتحول عنه الوحي لذلك] انتهى.

ويقول في كتابه “كبرى اليقينيات” صحيفة 192 [وأن يستبد به القلق من أجل ذلك ثم يتحول القلق لديه إلى خوف في نفسه من أن يكون الله قد قلاه بعد أن تم تشريفه بالوحي والرسالة لسوء قد صدر منه، حتى لقد ضاقت الدنيا عليه، وراحت تحدثه نفسه كلما وصل إلى ذروة جبل أن يلقي بنفسه منها] انتهى.

يزعم البوطي أن النبي صلى الله عليه وسلم ظن أنه ارتكب إثمًا أغضب الله وهذا يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم ارتكب كبيرة والعياذ بالله. لأن نص العلماء في تعريف الكبيرة: أنها ما ورد فيها نص بأنها من الكبائر أو الموبقات، أو هي فعل يستوجب الحد، أو ورد أن فاعلها يستوجب عذاب الله، أو أن فاعلها يستحق اللعن، أو أن فاعلها يدخل النار، أو ورد فيه وعيد شديد. فكيف تزعم هذا يا دكتور وإنك في قوله تعالى {وعصى ءادم ربَّه فغوى} تكلفت وتأولت كل ذلك من أجل أن تقول إن سيدنا ءادم ما عصى اللهَ تعالى، وها أنت الآن تنسب سيدنا محمدًا صلى الله عليه وسلم إلى كبيرة من الكبائر وليس لك دليل حتى ولا شبهة دليل على ما تدعي. لم تقف عند ذلك الحد من الاتهام بل تماديت أكثر بكثير حيث اتهمت الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه شكّ في نبوته، فنحن نعلم أن الشاك بنبوته صلى الله عليه وسلم كافر بالإجماع، فكيف يشك نبي بنبوته! فمرة قلت: تحوَّل عنه الوحي، ومرة قلتَ: فتحولت عنه النبوة، فلو قلت: تأخر عنه الوحي لساغ لك ذلك، أما ادعاؤك هذا فيه نسبة الكفر والضلال إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. أما قولك [ثم يتحول القلق لديه إلى خوف في نفسه من أن يكون الله قد قلاه]. فقولك: قلاه أي خشي سيدنا محمد أن يكون الله قد أبغضه ولا يخفى ما في هذه المقالة من شناعة وبشاعة.

قال الألوسي في كتابه “تفسير الألوسي” (30/200) ما نصه [قال المفسرون: أبطأ جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم فقال المشركون قد قلاه ربه وودعه، فأنزل الله تعالى ذلك. وأخرج الحاكم عن زيد بن أرقم قال: لما نزلت {تبت يدا أبي لهب وتب} فقالت للنبي صلى الله عليه وسلم فيما قالت: ما أرى صاحبك إلا قد ودعك وقلاك]، وقال الألوسي [وفي بعض الروايات ما يدل على قائل ذلك هو النبي صلى الله عليه وسلم، فعن الحسن أنه قال: أبطأ الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لخديجة: إن ربي ودعني وقلاني يشكو إليها … الحديث فنزلت]. ثم قال الألوسي [واستشكل بأنه لا يليق بالرسول صلى الله عليه وسلم أن يظن أن الله تعالى ودعه وقلاه، وهل هو إلا نحو من العزل، وعزل النبوة عن النبي غير جائز في حكمته عز وجل، والنبي عليه الصلاة والسلام أعلم بذلك ويعلم صلى الله عليه وسلم أن إبطاء الوحي وعكسه لا يخلو كل منهما عن مصلحة وحكمة]، ثم قال الألوسي [وأنت تعلم أن هذه الرواية شاذة لا يعول عليها ولا يلتفت إليها فلا ينبغي إتعاب الذهن بتأويلها ونحوها”، إلى أن قال :”والمعول ما عليه الجمهور وصحت به الأخبار أن القائل هم المشركون] انتهى.

البوطي يرى أن المنافقين عاملهم النبي على أنهم مسلمين مع علمه بنفاقهم والعياذ بالله
يقول البوطي في كتابه “فقه السيرة” (ص/234) [كان رسول الله صلى الله عليه وسلم على الرغم من اطلاعه على كثير من أحوال المنافقين وما تسره أفئدتهم بوحي من الله تعالى يعاملهم معاملة المسلمين دون أي تفريق في الأحكام الشرعية العامة] اهـ.
ويقول في (ص/233) في المصدر نفسه [كما أجمع العلماء على أن المنافق إنما يعامل في الدنيا من قبل المسلمين على أنه مسلم يعامل كذلك وإن كان نفاقه مقطوعًا به] اهـ.
وقال في كتابه “هكذا فنلدع إلى الإسلام” (ص/87) [وصح عنه صلى الله عليه وسلم أن الله قد أعلمه بنفاق المنافقين المتظاهرين بالإسلام بين أصحابه ومع ذلك فقد كان يأبى إلا أن يعاملهم معاملة المسلمين ويأخذهم بظواهر أحوالهم].
مما لا شك فيه أن المنافقين أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا ينقسمون إلى قسمين:
القسم الأول: وهم كانوا غير معروفين وإنما كان الوحي ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم يخبره بأحوالهم وأوضاعهم وأقوالهم وغدرهم ومحاولة تثبيطهم لعزائم المسلمين ومؤامراتهم من غير أن يذكر القرءان أسماءهم ومن غير أن ينزل وحي غير قرءاني بتعيين كل فردٍ منهم بحيث يعم الرسول أنهم فلان وفلان وهذا محمِل الآية {ومن أهل المدينةِ مردوا على النفاقِ لا تعلمهم نحنُ نعلمهم} [سورة التوبة/101] وقد أُعلم الرسول عليه السلام ببعض المنافقين بالتعيين لبعضهم فقد صح أن الرسول قال ذات يوم في أثناء خطبته لبعض المنافقين “أخرج فإنّك منافق” (ذكره ابن جرير في تفسيره 7/10) فهذا يرد قول البوطي إنه كان يعاملهم معاملة المسلمين على الإطلاق، وهذا التهور من البوطي منشؤه أنه ليس له باع في الفقه ولا في الحديث إنما هو مطالع من المطالعين لبعض الكتب. وبما أن المنافقين أيام رسول الله كانوا يبطنون الكفر ويظهرون الإسلام فكان صلى الله عليه وسلم والصحابة يعاملونهم معاملة المسلمين بحسب ما يرون ظواهرهم.
أما القسم الثاني: فينقسمون إلى قسمين منهم قسم عرفهم النبي صلى الله عليه وسلم بالوحي، ومنهم قسم عرفهم بإظهارهم للكفر صراحة.
فأما القسم الأول ممن لم يطلع على أحوالهم فكان يعاملهم معاملة المسلمين، وكان يصلي عليهم لِما كان يظهر منهم من الإسلام.

وأما القسم الثاني فكان يمسك عن قتلهم وينهى عن ذلك لئلا يتحدث الناس أن محمدًا يقتل أصحابه، ولمصلحة تأليف قلوبهم للدخول في الإسلام، ولأن المسلمين يومها كانوا في حالة ضعف.

وأما دعوى البوطي أنه صلى الله عليه وسلم كان يطلع على أحوالهم وما تسره أفئدتهم بوحي من الله تعالى وأنهم يُعاملون على أنهم مسلمون وإن كان نفاقهم مقطوعًا به فهذه دعوى باطلة لا أساس لها، ولم يقل بها مسلم واحد فضلاً عن إجماع أئمتهم، فكيف يعامل على أنه مسلم وإن كان نفاقه مقطوعًا به كما ادعى؟! فإن كان البوطي يتمسك بنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن قتل من قال “إن هذه قسمة ما أريد بها وجه الله”، أو ذاك الذي قال له: اعدل، فقال “ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل”. قال عمر بن الخطاب: دعني أضرب عنقه قال “دعه فإن له أصحابًا يحقر أحدكم صلاته مع صلاته وصيامه مع صيامه يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية” الحديث.

فالجواب ما قاله الحافظ ابن حجر في الفتح (فتح الباري 12/293) ونصه [قوله: “فإن له أصحابًا” هذا ظاهره أن ترك الأمر بقتله بسبب أن له أصحابًا بالصفة المذكورة وهذا لا يقتضي ترك قتله مع ما أظهره من مواجهة النبي صلى الله عليه وسلم بما واجهه، فيحتمل أن يكون لمصلحة التألف كما فهمه البخاري لأنه وصفهم بالمبالغة في العبادة مع إظهار الإسلام، فلو أذن في قتلهم لكان ذلك تنفيرًا عن دخول غيرهم في الإسلام] اهـ. ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بقتله بعد ذلك كما ذكر الحافظ ابن حجر في شرح البخاري ونصه (فتح الباري 12/298-299):

وقد جاء عن أبي سعيد الخدري قصة أخرى تتعلق بالخوارج فيها ما يخالف هذه الرواية وذلك فيما أخرجه أحمد بسند جيد عن أبي سعيد قال: جاء أبو بكر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني مررت بوادي كذا فإذا رجل حسن الهيئة متخشع يصلي فيه فقال “اذهب إليه فاقتله”، قال فذهب إليه أبو بكر فلما رءاه يصلي كره أن يقتله فرجع فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر “إذهب فاقتله” فذهب فرءاه على تلك الحالة فرجع، فقال “يا عليّ اذهب إليه فاقتله” فذهب علي فلم يره فقال النبي صلى الله عليه وسلم “إن هذا وأصحابه يقرءون القرءان لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ثم لا يعودون فيه فاقتلوهم هم شر البرية”، وله شاهد من حديث جابر أخرجه أبو يعلى ورجاله ثقات (مسند أبي يعلى 4/150).

ويمكن الجمع بأن يكون هذا الرجل هو الأول وكانت قصة هذه الثانية متراخية عن الأولى، وأذن صلى الله عليه وسلم في قتله بعد أن منع منه لزوال علة المنع وهي التألف، فكأنه استغنى عنه بعد انتشار الإسلام،كما نهى عن الصلاة على من ينسب إلى النفاق بعد أن كان يجري عليهم أحكام الإسلام قبل ذلك، وكأن أبا بكر وعمر تمسكا بالنهي الأول عن قتل المصلين وحملا الأمر هنا على قيد أن لا يكون لا يصلي (كذا في الأصل ولعل الصواب: على أن لا يكون يصلي) فلذلك علَّلا عدم القتل بوجود الصلاة أو غلبا جانب النهي. ثم وجدت في مغازي الأموي من مرسل الشعبي في نحو أصل القصة “ثم دعا رجالاً فأعطاهم فقام رجل فقال: “إنك لتقسم وما نرى عدلاً، قال: “إذًا لا يعدل أحد بعدي”، ثم دعا أبا بكر فقال: “اذهب فاقتله” فذهب فلم يجده فقال: “لو قتلته لرجوت أن يكون أولهم وءاخرهم”، فهذا يؤيد الجمع الذي ذكرته لما يدل عليه “ثم” من التراخي والله أعلم” ا.هـ.

وقال ابن قدامة الحنبلي في المغني [فمقتضى قولهم يستتابون فإن تابوا وإلا قتلوا لكفرهم كما يقتل المرتد، وحجتهم قول النبي صلى الله عليه وسلم في الذي أنكر عليه إنها قسمة ما أريد بها وجه الله (لأبي بكر) “إذهب فاقتله” ثم قال لعمر مثل ذلك] ا.هـ.
أما إن كان ما قاله البوطي مستندًا على أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على عبد الله بن أبيّ بن سلول حيث توهم بعضٌ أن الرسول صلى عليه وهو يعلم نفاقه في حال صلاته عليه.

فالجواب: أن الرسول عليه الصلاة والسلام معصوم عن الكفر، والصلاة على الكافر مع اعتقاد أنه كافر كفرٌ، وذلك ينافي العصمة، وهذا أيضًا تلاعب في الدين والرسول معصوم عن ذلك. فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يصلِّ عليه إلا لاعتقاده تلك الساعة أنه ذهب عنه النفاق وأخلص في إسلامه وإيمانه كما ذكر ذلك الحافظ ابن حجر في موضع من شرح البخاري، فإذا كان حكمُ من يصلي وهو محدِثٌ متعمدًا كافرًا في نظر أبي حنيفة لاعتبار ذلك تلاعبًا بالدين فكيف يتجرأ على قول إن الرسول صلى على ابن أبيّ مع علمه بأنه منافق غيرُ مصدّق للإسلام في قلبه، وهذه المسئلة أي صلاة المحدِث متعمدًا عند الشافعية ليست كفرًا ورِدَّةً إنما هي من كبائر المعاصي.

قال الحافظ ابن حجر في شرح البخاري ما نصه (فتح الباري 8/334) [وفي الطبراني من طريق عروة بن الزبير عن عبد الله بن عبد الله بن أبيّ أنه استأذن نحوه، وهذا منقطع لأن عروة لم يدركه، وكأنه كان يحمل أمر أبيه على ظاهر الإسلام فلذلك التمس من النبي صلى الله عليه وسلم أن يحضر عنده ويصلي عليه ولا سيما وقد ورد ما يدل على أنه فعل ذلك بعهد من أبيه، ويؤيد ذلك ما أخرجه عبد الرزاق عن معمر والطبري من طريق سعيد كلاهما عن قتادة قال: أرسل عبد الله بن أبيّ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلما دخل عليه قال: “أهلكك حب يهود” فقال: يا رسول الله إنما أرسلت إليك لتستغفر لي ولم أرسل إليك لتوبخني، ثم سأله أن يعطيه قميصه يكفن فيه فأجابه، وهذا مرسل مع ثقة رجاله. ويعضده ما أخرجه الطبراني من طريق الحكم ابن أبان عن عكرمة عن ابن عباس قال: “لما مرض عبد الله بن أبيّ جاءه النبي صلى الله عليه وسلم فكلمه فقال: قد فهمت ما تقول فامنن عليَّ فكفني في قميصك وصلِّ عليَّ، ففعل”، وكأن عبد الله بن أبيّ أراد بذلك دفع العار عن ولده وعشيرته بعد موته فأظهر الرغبة في صلاة النبي صلى الله عليه وسلم عليه، ووقعت إجابته إلى سؤاله بحسب ما ظهر من حاله إلى أن كشف الله الغطاء عن ذلك كما سيأتي، وهذا من أحسن الأجوبة فيما يتعلق بهذه القصة] اهـ.

وقال الحافظ أيضًا ما نصه (فتح الباري 8/336) [قوله ـ أي عمر ـ قال: إنه منافق، فصلى عليه، أما جزم عمر بأنه منافق فجرى على ما كان يطلع عليه من أحواله. وإنما لم يأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بقوله وصلى عليه إجراءً له على ظاهر حكم الإسلام كما تقدم تقريره واستصحابًا لظاهر الحكم، ولما فيه من إكرام ولده الذي تحققت صلاحيته، ومصلحة الاستئلاف لقومه ودفع المفسدة. وكان النبي صلى الله عليه وسلم في أول الأمر يصبر على أذى المشركين ويعفو ويصفح ثم أمر بقتال المشركين فاستمر صفحه وعفوه عمن يظهر الإسلام ولو كان باطنه على خلاف ذلك لمصلحة الاستئلاف وعدم التنفير عنه، ولذلك قال: “لا يتحدث الناس ان محمدًا يقتل أصحابه”، فلما حصل الفتح ودخل المشركون في الإسلام وقلّ أهل الكفر وذلوا أُمر بمجاهرة المنافقين وحملهم على حكم مر الحق، ولا سيما وقد كان ذلك قبل نزول النهي الصريح عن الصلاة على المنافقين، وغير ذلك مما أمر فيه بمجاهرتهم، وبهذا التقرير يندفع الإشكال عما وقع في هذه القصة بحمد الله تعالى] انتهى كلام ابن حجر.

البوطي يأمر بمزاولة السحر
ورد في مجلة طبيبك عدد تموز 1998 هذا السؤال من القارىء ر.س (سوريا) [بينما كنت أبحث في يوم من الأيام بصندوق جدي المرحوم وأتأمل موجوداته عثرت على كتاب قديم اصفرت أوراقه وفيما أنا أتصفحه بحذر شديد مخافة أن تتمزق أوراقه إذ بي أقرأ فيه العجب العُجاب من تعاويذ السحر وما لفت نظري وصفة إذا قرئت عددًا من المرات تظهر جنية فائقة الحسن والجمال ومعها 40 وصيفة. وبدأت تلك الليلة أردد ما ورد في الوصفة وأشعلت البخور حتى ظهرت عليّ الجنية تمامًا وحولها وصيفاتها الجميلات فكان ما كان بيني وبينهن والمشكلة أن الجنية اشترطت علي قبل أن ألمسها أن لا أقرب فتاة من فتيات الإنس ما حييت فوافقتها على ذلك. أنا الآن أعض أصابعي ندمًا لأنني نكثت بالوعد حسبما أبلغتني الجنية فقد أصاب بالأمراض والعاهات والمنكبات التي لا تخطر على بال. أنا حاليًا أرغب بالزواج من فتاة جميلة فهل من طريقة أتجنب فيها تلك الجنية؟] انتهى السؤال.
فأجاب البوطي [أعتقد أنك لست بحاجة بعد كل هذه المتعة التي تحققت لك إلى الزواج من أي فتاة إنسية لقد جاءك الجمال ومعه المتعة أشكالاً كما تقول دون أن تكلف بتقديم مهر ولا دار ولا شىء في مقابل ذلك كله. ردّد طلاسمَك كلما هاجت بك النفس واكتفِ بالزواج من جنيتك الجميلة هذه فذلك أمتع لك وأبعد عن مغارم الزواج بالإنسيات هذا إن كنت صادقًا فيما تصف وتخبر وأحسب أن الأمر ليس كذلك] انتهى.
هذه الإجابة لا تنمّ عن علم وورع، كيف تقول له “ردد طلاسمك” حيث من المعلوم أن السحر غالبًا ما يقوم على الكفر والعياذ بالله، فكيف تأمره بترديد العبارات التي يقوم عليها السحر؟ وقد يكون ظاهر جوابك أنك تزدري بالقارىء الذي ترجح أنه يكذب حتى لو كان الأمر كذلك عليك أن تترفق وأن تشفق عليه وأن تدله للتي هي أقوم بالبعد عن السحر إن كان اشتغل به أو بالبعد عن الكذب إن كان كاذبًا. وها أنت إما أن تكون تأمر بالسحر والكفر حقيقة وهذا ضلال وبيل وخطب جليل.
وإما أن تكون غضبت لنفسك ولم تغضب لله مع العلم أنك قلت الغضب لله بحسب زعمك لا يكون إلا على الشفقة على العاصي والكافر، فمع اعتراضنا على هذا التعريف فهل غضبت لله مشفقًا على حال هذا الرجل الكاذب أو الساحر؟ ثم ألا تعلم يا دكتور أن هذه المجلة يتناولها ءالاف القراء وفيهم المستويات المختلفة، ألست بهذه الإجابة تكون تدعو إلى العمل بالسحر والخزعبلات من حيث تدري أو لا تدري.

فتاوى لبعض العلماء في التحذير من البوطي وكلامه الفاسد
فتوى مدير معهد دار أهل السنة والجماعة في سومطرا الشيخ شوقي بن ملدلاوان
انظر صورة الفتوى -1 بالنقر هنا
انظر صورة الفتوى -2 بالنقر هنا

فتوى رئيس مجلس علماء جاكرتا الحاج محمد شافعي حذام
انظر صورة الفتوى -3 بالنقر هنا
انظر صورة الفتوى -4 بالنقر هنا
فتوى المرشد العام لجامعة ومعهد الزيادة الإسلامي الحبيب شيخ المساوي السقاف- أندنوسيا
انظر صورة الفتوى -5 بالنقر هنا
انظر صورة الفتوى -6 بالنقر هنا

فتوى الحاج لطفي بصرى مدير معهد الدراسة الإسلامي – اندنوسيا
انظر صورة الفتوى -7 بالنقر هنا
انظر صورة الفتوى -8 بالنقر هنا
انظر صورة الفتوى -9 بالنقر هنا
انظر صورة الفتوى -10 بالنقر هنا

فتوى مفتي الرقة الشيخ محمد السيد أحمد

انظر صورة الفتوى -11 بالنقر هنا

فتوى الشيخ عبد الكريم مجمودي إمام وخطيب جامع العويني في اللاذقية

انظر صورة الفتوى -12 بالنقر هنا

فتوى مدير معهد القرءان والعلوم الاسلامية الشيخ محمد جعفر صادق
انظر صورة الفتوى -13 بالنقر هناا

Author: admin