الاشاعرة يرون تكفير عموم المسلمين الذين لم يتلقوا عقيدتهم في الله تعالى بالنظر؛ الذي هو ترتيب الأقيسة العقلية، حيث تجدهم يقررون في كتبهم وجوب النظر العقلي لإثبات وجود لله تعالى، ومن لم يعتمد هذه الطرق العقلية سموه مقلدا ثم قرروا أن إيمان المقلد لا يصح، هذا مذهب الأشعري وأئمة أصحابه واختيار محمد بن يوسف السنوسي (ت 895) صاحب أم البراهين وغيرها من كتب الكلام المعتمدة عند المتأخرين، وقد قال في كتابه المنهج السديد (ص:48):” وهو قول الجمهور وبعضهم يحكي الإجماع عليه”.
والمقلد عند القوم من لم يقم الدليل على الأصول العقدية والأدلة عند القوم هي الأدلة الكلامية
قال الباجوري في شرح جوهرة التوحيد :” ففيه بعض القوم: أي فبسبب تحيره وتردده اختلف العلماء في إيمانه صحة وفساداً، وحاصل الخلاف فيه أقوال منها:
عدم صحة إيمان المقلد، فيكون المقلد كافراً، وعليه السنوسي”.
وهذه شهادة أبي إسماعيل الهروي (ت:483) فيهم إذ يقول (كما في ذم الكلام 1455): “وأبطلوا التقليد فكفروا آباءهم وأمهاتهم وأزواجهم وعوام المسلمين، وأوجبوا النظر في الكلام واضطروا إليه الدين بزعمهم فكفروا السلف”.