سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن حديث أنس بن مالك عن النبى انه
قال سبعة لا تموت ولا تفنى ولا تذوق الفناء النار وسكانها واللوح والقلم
والكرسى والعرش فصل هذا الحديث صحيح أم لا؟
⬛فأجاب:
“هذا الخبر بهذا اللفظ ليس من كلام النبى وإنما هو من كلام بعض العلماء
وقد إتفق سلف الأمة وائمتها وسائر اهل السنة والجماعة على أن من المخلوقات
ما لا يعدم ولا يفنى بالكلية كالجنة والنار والعرش وغير ذلك ولم يقل بفناء
جميع المخلوقات إلا طائفة من أهل الكلام المبتدعين كالجهم بن صفوان ومن
وافقه من المعتزلة ونحوهم وهذا قول باطل
يخالف كتاب الله وسنة رسوله وإجماع سلف الأمة وأئمتها كما فى ذلك من
الدلالة على بقاء الجنة وأهلها وبقاء غير ذلك مما لا يتسع هذه الورقة لذكره
وقد إستدل طوائف من اهل الكلام والمتفلسفة على إمتناع فناء جميع المخلوقات
بأدلة عقلية والله أعلم”.
⚫[مجموع الفتاوى: 7/307, وبيان تلبيس الجهمية: 1/553].
⬛وقال رحمه الله :
“…و إنما يخالف في ذلك من شك كالجهم بن صفوان الذي يقول بفناء الجنة و
النار و كأبي الهذيل الذي يقول بإنقطاع حركات أهل الجنة و النار فإن هذين
أدعيا إمتناع و جود ما لا يتناهى فى الماضي و المستقبل و خالفهم جماهير
المسلمين”
⚫[مجموع الفتاوى: 8/380]
⬛وقال أيضا :
“ونعتقد ان الله تعالى خلق الجنة والنار وأنهما مخلوقتان للبقاء لا للفناء”
⚫[مجموع الفتاوى: 5/77, والحموية: 55]
⬛وقال :
“وقال أهل الإسلام جميعاً ليس للجنة والنار آخر، وإنهما لا تزالان
باقيتين، وكذلك أهل الجنة لا يزالون في الجنة يتنعمون، وأهل النار في النار
يعذبون، ليس لذلك آخر”
⚫[درء تعارض العقل والنقل: 1/403]
⬛وقال :
“قال الجهم بفناء الجنة والنار واشتد إنكار سلف الأمة عليه ذلك”
⚫[درء تعارض العقل والنقل: 4/268]
⬛وقال :
“والجهم هو أول من أظهر هذا الكلام في الإسلام وطرد قياسه بأن ما كان له
ابتداء فلا بد أن يكون له انتهاء وأن الدليل الدال على امتناع ما لا يتناهى
لا يفرق بين الماضي والمستقبل فقال بفناء الجنة والنار, وكان هذا مما
أنكره عليه سلف الأمة وأئمتها مع إنكارهم عليه نفي الصفات والقول بخلق
القرآن ونفى الرؤية الذي هو لازم قوله بهذه الحجة”
⚫[الصفدية: 2/163]